قصيدة الجنون
مجنون ..
مجنون ..
من يسأل عن حبات الزيتون ..
عن شجر التين ..
وكيف سينموا بدماء الأمل المطعون
عن ليل يرحل فوق الصمت
يمزق بالأحلام عيون .
مجنون ..
من يسأل عن طفل ..
كيف ينام .. كغصن ملقى ..
كيف يلملم وجه الأمس ..
وكيف يصارع هذا الكون .
مجنون ..
من يسأل عن طفله
تنحت فوق الدمعة قبله
تغزل ثوب الشرف حياء ..
تعصر وجه القدر عذابا ..
وتلوك الأمل المطعون .
مجنون ..
من يسأل عن أم ..
تصرخ أين سترحل عني ..
يا ولدي .. لم يأتي قدر
في العالم كالبشر يخون .
تصرخ حين تراه جثيا
يرحل طيفا فوق إناء
تسأل عنه ..
ماذا .. ؟
كيف .. ؟
من ذا يكون .. ؟
أشلائه قطع قد مزجة
برصاص الغدر المدعوره ..
بكفوف الأمس المبتوره ..
وبلون الدم ..
ولون الصمت ..
ولون الدمع ..
قد فارق وجه الزمن المدفون
مجنون ..
من يسأل عن شيخ
يركض خلف الباب أسيرا
يرجف كالطير المسجون .
مجنون ..
من يعرف أن العالم وهم ..
يبحث عن معنى القانون .
مجنون ..
من يسأل عن خارطة
ليس لها في العالم شعب ..
ليس لها في العالم درب ..
ليس لها في العالم إنسان ..
يعرف أن الصمت جنون .
* * * *
من طينة وجه الأمل أتينا
ننتظر الزمن التائه يأتي
ننتظر القدر الراحل يأتي
كي يغسل غصن الليمون
وجلسنا ننتظر سنينا ..
والعالم أصبح دوامه ..
واليأس يبعثر أسقامه
والأمل على جثث الموتى يتلوى
كي ينزع بالأحلام سهامه .
ما زلنا ننتظر سنينا ..
فلعل القدر يفاجئنا ..
وتقوم على الكون قيامه …
منقول حبيت وريكم اياها